دموع القمر عضو خبير
عدد الرسائل : 13 العمر : 29 اعلام دول العالم : المزاج : المهن : تاريخ التسجيل : 03/10/2008
| موضوع: البعث ونهايه العالم الجمعة أكتوبر 03, 2008 2:17 pm | |
| لبعث (من القبور)
دعنا ننظر الى مسألة قيام الناس من القبور وهو من جملة ما إعترض عليه المشركون في ايام الرسول (ص) كما في الاية:
وَقَالُواْ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا 49 قُل كُونُواْ حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا 50 أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُون َمَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا 51 (الإسراء)
لكي نفهم هذه الاية ونجد أجوبة لأسئلة تحير بها الناس عبر الأزمنة ومنها (على سبيل المثال): بأي حال ستكون أجسامنا حين القيام من القبور؟ هل سيقوم الذين ماتوا وهم كهلين بأجسامهم الكهلة التي ماتوا بها والذين ماتوا أطفالا بأجسام الطفولة, أم سيقوم الجميع باجسام فتية؟ وهل سيحشر ويساق المعوقون بأجسام معوقة ويحتاج الأطفال الرضع لمن يحملهم؟ وماذا سيحصل للذين من بعد تحلل عناصر اجسادهم أصبحت هذه العناصر -في أجيال لاحقة-, جزءا من أجسام أناس اخرين؟
أليس من المحتمل أن تكون هذه العلامات والأوصاف أوصافا رمزية ومعنوية؟
لأجابة هذه الأسئلة يجب علينا أن نعود الى القران نفسه و نتعمق في دراسة اياته و معانيه. ومن ضمن ما نرى في بعض الايات هو إن القيامة من بعد الموت لربما حصلت من قبل كما نجد في سورة البقرة:
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ 55 ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكم لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 56 (البقرة)
والسؤال هنا هو هل كان موت الإسرائيليين في هذه الاية موت جسماني أم موت روحاني؟ نقول: "وأي هو الأهم أجسادنا أم أرواحنا؟"
في الحقيقة هناك عدة ايات تدل على إن الفعل "أحيا" و لفظة "الحياة" وردا في مواقع عدة بمعنى روحاني وغير مادي أو جسدي كما نرى:
أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا (*) فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ 122 (الأنعام) - (*) أتفق المؤرخون على إن هذه الاية نزلت في حق الحمزة (ر) عم الرسول (ص)
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ 169 فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ 170 (آل عمران)
ونرى بالمثل بأن ذكر الموت أيضا قد يعني الموت المعنوي وهو الذي يدل على حالة المشركين, غير المؤمنين:
وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ 20 أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ 21 (النحل)
نهاية العالم ********
أما ما يخص الدمار والمصائب المتعلقة باليوم الآخر, والنيران والفيضانات فنراه في عدة آيات يبدوا لنا منها وكأن عالمنا الدنيوي سوف يأتي الى نهايته ويؤخذ المؤمنون الى الجنة والمشركون الى دركات الجحيم. إلا إننا في نفس الوقت نجد الحاجة في أن نوفق بين هذه الآيات التي تصف دمار العالم والايات ألاخرى التي تدل على إن النهاية هنا هي التحول والتغير من صورة معينة الى صورة أخرى. ولعل ما تصورته عقولنا عن الجنة و النار لا يستوجب أى يكون له ارتباط بالضرورة بتدمير عالمنا الدنيوي هذا. ونستدل على هذا الرأي من هذه الآيات:
يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْض غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ 48 (ابراهيم)
وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ 104 يَوْمَ يَأْتِ لاَ تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ 105 فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ 106 خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ 107 (هود)
وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين 73 وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين 74 (الزمر)
وأشرقت الأرض بنور ربها 69 (الزمر) | |
|